ما بين سنة 238هـ الى سنة 246هـ في خلافة المتوكل بن المعتصم بن هارون الرشيد قام الروم بغزو بحري مفاجيء من جهة دمياط، وهم الذين أدبهم المعتصم وأخرسهم في واقعة عمورية، لكنهم بعثوا بثلاثمائة مركب وخمسة آلاف جندي إلى دمياط فيصر، وقتلوا من أهلها خلقًا كثيرًا، وحرقوا المسجد الجامع والمنبر، وأسروا نحو ستمائة امرأة مسلمة، وأخذوا كثيرًا من المال والسلاح والعتاد، وفر الناس أمامهم، وتمكن الجنود الرومان من العودة إلى بلادهم سالمين منتصرين ولم يلاقيهم لا الشعب ولا جيش المتوكل وسكت الجميع على انتهاك الاعراض وخطف النساء والاطفال وخراب البيوت وتشريد الاسر الآمنة .
ولم تمضِ ثلاث سنوات على هذا الغزو حتى عاود الروم عدوانهم على البلاد مرة أخرى ؛ فأغاروا على ثغر من الثغور يسمى "عين زربة" (بلد بالثغور قرب المصيصة بتركيا حصَّنها الرشيد)، وأسروا بعض النساء والأطفال، واستولوا على بعض المتاع وايضا دون ان يتعرض لهم جيش أو شعب.
كان الروم قد أجهزوا على كثير من أسرى المسلمين الذين رفضوا التحول إلى النصرانية؛ لأن أم ملكة الروم كانت تعرض النصرانية على الأسارى فإن رفضوا تقتلهم، وتم تبادل الأسرى بمن بقى حيّا من المسلمين في السنتين الأخيرتين .
( وهذا هو تعامل دين النصارى مع الاسرى حتى ان قرأت في التاريخ ان قائد مسلم قتل اسرى يكون الأمر قد سبق به النصارى وهو ادخال الاسير في النصرانية رغما عنها وتحت حد السيف : إما القتل وإما أن تتنصر ) فأي دين انتشر بالسيف ؟
فما كانت نتيجة هذا السكوت على الاعراض واسر النساء تحديدا وليس الرجال ؟ سنرى النتيجة لاحقا !
وبعدها بقليل هجم احباش "البجة" على حدود مصر مع النوبة وفعلوا الافاعيل فقتلوا خلقا كثيرا واسروا النساء والاطفال ولم يتحرك الناس إلا بعد مدة طويلة فأرسل المتوكل 20 الف جندي لمقاومتهم ولكن كان بعد أن نال الأذى من الجميع وضاعت هيبة الأمة في عيون العدو .
كانت النتيجة لكل هذاغضب من الله على الامة كلها اذ هبت ريح السموم لمدة 50 يوما على الامة أكلت الأخضر واليابس، وأهلكت الزرع والضرع أوقفت فيها حركة الحياة، وقتلت خلقًا كثيرًا.
أما في سنة 245هـ، فقد كثرت الزلازل، وشملت أماكن عديدة حتى قيل:
إنها عمت الدنيا كلها .
وكانت كل سنوات حكم المتوكل زلازل واعاصير مرعبة ومدمرة .
وكان لابد أن تصاب الحياة بالشلل، ويعم الخراب والدمار والبؤس وقتل عشرات الآلاف من الناس ولم تفرق الكوارث بين متهم وبريء قال تعالى : ( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) .
وكانت الخاتمة الطبيعية وفي ليلة الأربعاء 4 شوال سنة 2488هـ دخل المنتصر على أبيه المتوكل هو وعصابة معه فقتلوه بسيوفهم وقتلوا معه صديقه الفتح بن خاقان وأشاعوا أن الفتح هو الذي قتله وأنهم قتلوه لفعلته وولوا المنتصر مكانه وكانت هذه الحادثة إيذاناً ببدء سلسلة طويلة من قتل وعزل الخلفاء بعد أن ضاعت كرامتهم .
عاقبة سكوت الأمة كلها على انتهاك الاعراض والقتل الظلم لا تكون أبدا حميدة بل هي دوما عقاب من الله إما بيد عدوهم وإما بجند الله من زلازل واعاصير وامراض وإما بتسلط الحاكم الشرطة وارتفاع اسعار ويسكن الناس الحزن والكآبة ويضيع الأمن الداخلي ويخشى الناس على حياتهم وهم في بلاهم ..
فهل من معتبر قبل فوات الأوان ؟!!!
.
.
كتبه : محمد الفاتح .
المصدر :
تاريخ الخلفاء - السيوطي .
كتاب الدولة العباسية - المؤرخ محمود شاكر .
كتاب الدولة العباسية - محمد سهيل طقوش .
كتاب الدولة العباسية - د. علي الصلابي .
ولم تمضِ ثلاث سنوات على هذا الغزو حتى عاود الروم عدوانهم على البلاد مرة أخرى ؛ فأغاروا على ثغر من الثغور يسمى "عين زربة" (بلد بالثغور قرب المصيصة بتركيا حصَّنها الرشيد)، وأسروا بعض النساء والأطفال، واستولوا على بعض المتاع وايضا دون ان يتعرض لهم جيش أو شعب.
كان الروم قد أجهزوا على كثير من أسرى المسلمين الذين رفضوا التحول إلى النصرانية؛ لأن أم ملكة الروم كانت تعرض النصرانية على الأسارى فإن رفضوا تقتلهم، وتم تبادل الأسرى بمن بقى حيّا من المسلمين في السنتين الأخيرتين .
( وهذا هو تعامل دين النصارى مع الاسرى حتى ان قرأت في التاريخ ان قائد مسلم قتل اسرى يكون الأمر قد سبق به النصارى وهو ادخال الاسير في النصرانية رغما عنها وتحت حد السيف : إما القتل وإما أن تتنصر ) فأي دين انتشر بالسيف ؟
فما كانت نتيجة هذا السكوت على الاعراض واسر النساء تحديدا وليس الرجال ؟ سنرى النتيجة لاحقا !
وبعدها بقليل هجم احباش "البجة" على حدود مصر مع النوبة وفعلوا الافاعيل فقتلوا خلقا كثيرا واسروا النساء والاطفال ولم يتحرك الناس إلا بعد مدة طويلة فأرسل المتوكل 20 الف جندي لمقاومتهم ولكن كان بعد أن نال الأذى من الجميع وضاعت هيبة الأمة في عيون العدو .
كانت النتيجة لكل هذاغضب من الله على الامة كلها اذ هبت ريح السموم لمدة 50 يوما على الامة أكلت الأخضر واليابس، وأهلكت الزرع والضرع أوقفت فيها حركة الحياة، وقتلت خلقًا كثيرًا.
أما في سنة 245هـ، فقد كثرت الزلازل، وشملت أماكن عديدة حتى قيل:
إنها عمت الدنيا كلها .
وكانت كل سنوات حكم المتوكل زلازل واعاصير مرعبة ومدمرة .
وكان لابد أن تصاب الحياة بالشلل، ويعم الخراب والدمار والبؤس وقتل عشرات الآلاف من الناس ولم تفرق الكوارث بين متهم وبريء قال تعالى : ( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) .
وكانت الخاتمة الطبيعية وفي ليلة الأربعاء 4 شوال سنة 2488هـ دخل المنتصر على أبيه المتوكل هو وعصابة معه فقتلوه بسيوفهم وقتلوا معه صديقه الفتح بن خاقان وأشاعوا أن الفتح هو الذي قتله وأنهم قتلوه لفعلته وولوا المنتصر مكانه وكانت هذه الحادثة إيذاناً ببدء سلسلة طويلة من قتل وعزل الخلفاء بعد أن ضاعت كرامتهم .
عاقبة سكوت الأمة كلها على انتهاك الاعراض والقتل الظلم لا تكون أبدا حميدة بل هي دوما عقاب من الله إما بيد عدوهم وإما بجند الله من زلازل واعاصير وامراض وإما بتسلط الحاكم الشرطة وارتفاع اسعار ويسكن الناس الحزن والكآبة ويضيع الأمن الداخلي ويخشى الناس على حياتهم وهم في بلاهم ..
فهل من معتبر قبل فوات الأوان ؟!!!
.
.
كتبه : محمد الفاتح .
المصدر :
تاريخ الخلفاء - السيوطي .
كتاب الدولة العباسية - المؤرخ محمود شاكر .
كتاب الدولة العباسية - محمد سهيل طقوش .
كتاب الدولة العباسية - د. علي الصلابي .
Comments
Post a Comment