قصة رجل ملك قارة ومات في جزيرة مهجورة
إنه محمد خوارزم شاه الذي عاش ملكا على جزء كبير من آسيا؛ حيث امتدت دولته من حدود العراق غربًا إلى الهند شرقًا، ومن شمال بحر قزوين وبحر آرال شمالاً إلى الخليج العربي والمحيط الهندي جنوبًا وفي النهاية مات طريدا على جزيرة نائية في بحر قزوين.
فبعد أن دخل التتار حاضرة الإسلام سمرقند إحدى مدن الدولة الخورازمية بقيادة جنكيزخان وقاموا بتدميرها فكّر زعيم التتار في القضاء على رأس هذه الدولة ليسهل عليه بعد ذلك السيطرة عليها دون أن تحدث أي مقاومة؛ فأرسل عشرين ألفا للبحث عن “محمد بن خوارزم شاه” حاكم البلاد، وإرسال جنكيزخان لعشرين ألفا فقط فعل فيه احتقار واستهزاء منه بهذا الملك.
فذهب الجند التتريون إلى محمد بن خوارزم شاه في عاصمة دولته “أورجندة” وهي تقع على الشاطئ الغربي من نهر جيحون (نهر أموداريا)، وقد جاء الجند من الجانب الشرقي، وساعتها ظهر التماسك على المسلمين وسبب ذلك أن النهر يفصل بينهم وبين التتر، وليس مع التتر سفن ولكن التتار استطاعوا ابتكار وسائل تساعدهم في عبور النهر.
ففوجئ المسلمون بجيش التتار إلى جوارهم فلم يلجأ محمد بن خورازم شاه إلا للفرار، واتجه نحو نيسابور (مدينة تقع في إيران الآن)، أما جنده فقد تفرقوا.
وأما التتار فلا يفكرون إلا في العثور على حاكم خوارزم، وانطلقوا في اتجاه نيسابور.
ولما وصل التتر إلى مسافة قربية من نيسابور، ولم تحن الفرصة لدى حاكم خوارزم لجمع الجنود لمواجتهم؛ ترك المدينة واتجه نحو مازندران (تقع في إيران الآن)، فلما علم التتار بذلك اتجهوا خلفه، فترك مازندران إلى الري، ثم إلى همدان (وهي مدينة إيرانية أيضا)، ثم عاد مرة أخرى إلى مازندران!! ثم اتجه في نهاية الأمر إلى طبرستان (الإيرانية) على ساحل بحر الخزر (قزوين) حيث وجد سفينة فركبها ولم يجد التتار ما يركبونه خلفه!!
وصل الأمير محمد بن خوارزم شاه إلى جزيرة في وسط بحر قزوين وما هي إلا أيام حتى مات في هذه الجزيرة طريدا فقيرا؛ حتى إنهم لم يجدوا ما يكفنونه به، فكفنوه في فراش النوم.
Comments
Post a Comment