علي بك الكبير

علي بك الكبير ...

كان علي بك مملوكاً من أصل جركسي ، ولد على بك الكبير سنة 1728 فى مدينة أماسا فى روسيا فى جنوب البحر الأسود الذي كان يتبع وقتها مناطق القوقاز العثماني ، بيع في سوق القسطنطينية، اشتراه إبراهيم كتخدا ، أحد أمراء المماليك في مصر سنة 1745م . امتاز علي بك بقوة الشخصية و الطموح، فتدرج في المناصب القيادية حتي تولي منصب شيخ البلد سنة 1763 م، و هو منصب يلي منصب الوالي العثماني لمصر في الأهمية.

انتهز علي بك فرصة حروب الدولة العثمانية مع روسيا سنة 1768 م، فعزل الوالي العثماني محمد الأورفلي و منع قدوم غيره، و امتنع عن دفع الخراج للسلطان العثماني، و ضرب النقود باسمه و بذلك صار الحاكم الفعلي لمصر و استقل بها عن العثمانيين عام 1769م.

و لكن نظراً لطموحه الكبير، فلم يكتف علي بك الكبير بأن بسط نفوذه وسلطانه على مصر ، فرنا ببصره إلى خارجها وتطلع إلى ضم الحجاز وانتهز علي بك فرصة النزاع الذي دار بين اثنين من أشراف الحجاز حول الحكم، فتدخل لصالح أحدهما وأرسل حملة عسكرية يقودها محمد أبو الذهب في يونيو 1770م ، إلى هناك فنجحت في مهمتها، ونودي بعلي بك الكبير في الحرمين الشريفين سلطان مصر وخاقان البحرين ، وذكر اسمه ولقبه على منابر المساجد في الحجاز كلها.

وقد شجع نجاح حملة الحجاز علي بك الكبير على أن يتطلع إلى إرسال حملة إلى بلاد الشام منتهزا سوء أحوالها وتعدد طوائفها، واستنجاد صديقه والي عكا ظاهر العمر به الذي نجح في أن يمد نفوذه في جنوب سوريا ، كان هو الآخر يسعى إلى الاستقلال عن الدولة العثمانية.

لم يكن العثمانيين قادرين علي التصدي لقوة علي بك الكبير، لذلك عمدوا إلي استمالة محمد أبو الدهب إليهم، و أغروه بمشيخة مصر مقابل أن ينقلب ضد سيده علي بك الكبير فوافق محمد أبو الدهب ، و رجع بالجيش من الشام إلي مصر ليطرد علي بك ، و تقابل مع علي و هزمه و طرده من مصر.

فقام علي بك بالذهاب إلي الشام و تجميع جيش ليسترد به مصر، و سار إلي مصر لمقابلة جيش محمد أبو الدهب. و لكنه هُزم في موقعة الصالحية و أُخذ أسيراً و مات في سجنه متأثرا بجراحه سنة 1773 م .

و بذلك عادت مصر مرة أخري للعثمانيين الذين ولوا محمد أبو الدهب المشيخة مكافأة له علي خيانته لعلي بك الكبير !!

Comments