بطولة طفلين في بدر
قال عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه : بينا كنت واقفا يوم بدر في الجيش , فإذا عن يميني وشمالي , غلامان صغيرا السن من غلمان الأنصار .
فقال لي أحدهما : يا عم دلني علي أبا جهل !
فقلت : وما حاجتك به يا ابن أخي ؟
فقال : أخبرت أنه يسب رسول الله صلي الله عليه وسلم , ويأتمر بقتله , والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفرق سودي سوده حتى يموت الأسبق منا أجلاً .
فنظرت إليه مبتسما , وقلت : من أنت يا ابن أخي ؟
قال : معاذ بن عمرو بن الجموح .
ثم اعتدلت في الصف , فدنا مني الآخر وغمزني .
فملت إليه , فقال كما قال صاحبه .
فقال له : من أنت يا ابن أخي ؟
قال : معوذ بن عمرو .
وما هو إلا قليل , حتى رأيت أبا جهل يجول في صفوف قريش .
فالتفت إليهما وقلت : يا ابني أخي ..
ألا تريان هذا الذي يجول في الناس ؟
قالا : بلى .
قلت : هذا صاحبكما الذي تسألان عنه .
قال معاذ : فما إن عرفت أبا جهل , قصدت جهته , وكان المشركون يلتفون حوله , فقال لي رجل من المسلمين كان ينظر إلي , إياك وأبا جهل يا بني ..
فإن الوصول إليه مطلب عسير عليك .
فوالله ما زادتني مقالته إلا إصرارا وعزما علي قتله , ثم اندفعت نحوه , فلما تمكنت منه , وثبت عليه , وضربته بالسيف ضربة أهوت بساقه علي الأرض .
وكان أخي معوذ يتبعني , فلما غدا فوق أبي جهل , أكب عليه بسيفه , وطفق يضربه به , وتنوشه سيوف المشركين من كل جانب , حتى أثخنته الجراح , أما أنا فقد أهوى ابنه عكرمة علي كتفي بسيفه , فطرح يدي اليسري عن عاتقي , لكنها بقيت معلقة بجلدة في جنبي , فمضيت أقاتل بها ما بقي من المعركة , وأنا أجرها خلفي جرا , فلما آذتني , وصارت تعوقني عن القتال , جعلت كفها علي الأرض , ووضعت قدمي عليه , ثم ما زلت أتمطى حتى فصلتها عن جسدي وطرحتها أرضا .
ولما وضعت الحرب أوزارها , ثم انصرفا إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم , فقال : أيكما قتله ؟ , فقال كل واحد منهما : أنا قتلته , فقال : هل مسحتما سيفيكما ؟ فقالا : لا , فنظر رسول الله صلي الله عليه وسلم , إلي السيفين فقال : كلاكما قتله .
{ فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ }
قال عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه : بينا كنت واقفا يوم بدر في الجيش , فإذا عن يميني وشمالي , غلامان صغيرا السن من غلمان الأنصار .
فقال لي أحدهما : يا عم دلني علي أبا جهل !
فقلت : وما حاجتك به يا ابن أخي ؟
فقال : أخبرت أنه يسب رسول الله صلي الله عليه وسلم , ويأتمر بقتله , والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفرق سودي سوده حتى يموت الأسبق منا أجلاً .
فنظرت إليه مبتسما , وقلت : من أنت يا ابن أخي ؟
قال : معاذ بن عمرو بن الجموح .
ثم اعتدلت في الصف , فدنا مني الآخر وغمزني .
فملت إليه , فقال كما قال صاحبه .
فقال له : من أنت يا ابن أخي ؟
قال : معوذ بن عمرو .
وما هو إلا قليل , حتى رأيت أبا جهل يجول في صفوف قريش .
فالتفت إليهما وقلت : يا ابني أخي ..
ألا تريان هذا الذي يجول في الناس ؟
قالا : بلى .
قلت : هذا صاحبكما الذي تسألان عنه .
قال معاذ : فما إن عرفت أبا جهل , قصدت جهته , وكان المشركون يلتفون حوله , فقال لي رجل من المسلمين كان ينظر إلي , إياك وأبا جهل يا بني ..
فإن الوصول إليه مطلب عسير عليك .
فوالله ما زادتني مقالته إلا إصرارا وعزما علي قتله , ثم اندفعت نحوه , فلما تمكنت منه , وثبت عليه , وضربته بالسيف ضربة أهوت بساقه علي الأرض .
وكان أخي معوذ يتبعني , فلما غدا فوق أبي جهل , أكب عليه بسيفه , وطفق يضربه به , وتنوشه سيوف المشركين من كل جانب , حتى أثخنته الجراح , أما أنا فقد أهوى ابنه عكرمة علي كتفي بسيفه , فطرح يدي اليسري عن عاتقي , لكنها بقيت معلقة بجلدة في جنبي , فمضيت أقاتل بها ما بقي من المعركة , وأنا أجرها خلفي جرا , فلما آذتني , وصارت تعوقني عن القتال , جعلت كفها علي الأرض , ووضعت قدمي عليه , ثم ما زلت أتمطى حتى فصلتها عن جسدي وطرحتها أرضا .
ولما وضعت الحرب أوزارها , ثم انصرفا إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم , فقال : أيكما قتله ؟ , فقال كل واحد منهما : أنا قتلته , فقال : هل مسحتما سيفيكما ؟ فقالا : لا , فنظر رسول الله صلي الله عليه وسلم , إلي السيفين فقال : كلاكما قتله .
{ فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ }
Comments
Post a Comment