أمير مسلم يُدخل ابنه في النصرانية لأجل الملك!

حادثة مأساوية ذكرها المؤرخون كابن الأثير وغيره وقال عنها: “حادثة غربية لم يوجد مثلها”، والحادثة فعلا غريبة، ومأساوية وتدل على انحراف شديد كان عليه المسلمون في ذلك الوقت!!

والحادثة تذكر أن مملكة الكرج النصرانية الصغيرة (دولة جورجيا الآن) بعد أن أتمت صلحها مع المسلمين، وصل إلى رأس السلطة فيها امرأة؛ فطلب منها كبار رجال الدولة أن تتزوج رجلا، ويكون في الصورة أمام الأعداء وفي المفاوضات ..وغير ذلك؛ فأرادت أن تتزوج من بيت ملك وشرف؛ ولكنها لم تر في مملكة الكرج من يصلح للزواج وسمع بهذا أحد الملوك المسلمين وهو “مغيث الدين طغرل شاه بن قلج أرسلان” وهو من ملوك السلاجقة وكان يحكم الأناضول (تركيا الآن)، ورغم أن السلاجقة كانوا مجاهدين ولهم تاريخ طويل في الدفاع عن الإسلام والمسلمين إلا أن هذا الأمير اتخذ مسارا آخر مختلفا عن مسار أجداده السلاجقة المجاهدين ووقع في انحراف شديد وضلال مبين؛ حيث كان له ولد كبير، فأرسل إلى ملكة الكرج النصرانية يطلبها للزواج من ابنه، فرفضت الملكة وقالت: لايمكن أن يملك أمرنا مسلم.

فماذا فعل الملك مغيث الدين بن قلج أرسلان؟

لقد قال لهم: إن ابني يتنصر ويتزوجها!!

فوافقوا على ذلك، وبالفعل تنصر الولد _ وإنا لله وإنا إليه راجعون_ وتزوج من ملكة الكرج، وانتقل إلى مملكتهم؛ ليكون حاكما عليهم، وبقي على نصرانيته!!!

فماذا كان مصير هذا الأمير؟

مرت الأيام، ثم علم الأمير الزوج أن زوجته الملكة تخونه مع غلام لها، وكان يسمع عنها الفواحش ولا يتكلم، فهو وحيد في مملكة واسعة، ثم إنه دخل عليها يوما فرآها مع غلامها في فراشه، فأنكر ذلك، فقالت له الملكة:”أما أن ترضى بهذا وإلا فلا تبق”.

فقال: أنا لا أرضى بهذا فنقلته إلى بلد آخر، ومنع من الحركة، وضيقت عليه، ثم تزوجت غيره!!

قال تعالى:”ومن يهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء” (الحج-18)صدق الله العظيم

Comments