معركة ميريكافالونا

في محاولته لتوحيد أراضي السلطنة السلجوقية سيطر قلج أرسلان الثاني على أراضي الأمراء الدانشمنديين المجاورة والذين فروا إلى أحضان الإمبراطور البيزنطي، الذي طالب قلج أرسلان بتسليمه الأراضي التي سيطر عليها

رفض قلج أرسلان تسليمه أراضيه، وأعتبرت معاهدة السلام بين الفريقين )السلاجقة والبيزنطيين( لاغية، وأعد الإمبراطور البيزنطي العدة للحرب، متزعما جيش يبلغ تعداده ٤٠ ألف مقاتل بالإضافة إلى جيش آخر أرسلته الملكة بيلا الهنغارية لمساندة الإمبراطور، وقوات صربية ودعم من إمارة أنطاكية الصليبية، وكان هذا الجيش الضخم يبلغ طوله عشرة أميال، رافعا شعار الثأر لهزيمة سلفه الإمبراطور أرمانوس في معركة ملاذكرد قبل 100 سنة

قسم الإمبراطور جيشه إلى قسمين، قسم بقيادته إتجه ناحية عاصمة السلاجقة كونيا وقسم بقيادة أندرونيكوس توجه ناحية أماسيا، سلكا فيه القسمين طريق ملئ بالأشجار والغابات مما سهل المقاومة على السلاجقة

قام قلج أرسلان بعمل كمين للجيش الذي يقوده أندرونيكوس وقام بإبادته تماما

وقام بردم الآبار وإزالة المحاصيل من الطريق الذي يسلكه الإمبراطور مانويل، وقام بمناوشته بمجموعات صغيرة ليجبره على سلك الطريق الذي يريده

فكان الإمبراطور البيزنطي وجنوده كمجموعة من الخراف يقودهم الأمير السلجوقي قلج أرسلان حيث يريد

أجبر قلج أرسلان الجيش البيزنطي على المرور بين جبلين، ليقعوا في كمين محكم قد أعده قلج أرسلان

بعد مرور مقدمة وقلب الجيش من بين الجبلين قامت فرقة من السلاجقة بمناوشتهم من الأمام، مما أدى لتوقف الجيش لبعض الوقت وتبعت فرقة منه الرماة السلاجقة إلى فوق الجبال

أمر قلج أرسلان بإلقاء الحجارة والأتراس من فوق الجبل ليفصل مقدمة وقلب الجيش البيزنطي عن الأجنحة والمؤخرة التي لم تمر بعد، وأندفع المسلمون السلاجقة كالسيل العارم من فوق الجبال يحصدون رؤوس الجنود البيزنطيين

إنقشع الغبار بين مقدمة وقلب الجيش البيزنطي والأجنحة والمؤخرة التي قام السلاجقة بالهجوم عليها عن كارثة أصابت الإمبراطور وقادته بالذهول

فقد تم إبادة الميمنة وقتل قائدها بلدوين، وكذلك الميسرة وقائدها كانتاكوزينوس، وكذلك المؤخرة

ليس هذا فقط ما أصابهم بالذهل، بالإضافة إلى تلك الصدمة وجد البيزنطيون جميع قتلاهم بلا رؤوس فأدخل هذا الرعب والفزع في قلوبهم

بالإضافة لذلك وجد الإمبراطور مانويل رأس قائده أندرونيكوس الذي أرسله إلى أماسيا من قبل معلقة على حربة أمامه

إنتقل الإمبراطور المفزوع ومن تبقى من قادته وجنوده إلى حالة دفاعية بعد الغطرسة التي كان فيها

وقام قلج أرسلان بحصار الجيش البيزنطي وإمطاره ليلا ونهارا بالأسهم النارية التي حصدت المئات من الجنود الصليبيين المعتدين.

في هذه اللحظة تصف المصادر البيزنطية حال الإمبراطور البيزنطي حيث جلس في الأرض ينوح كالنساء منتظرا مصيره المحتوم، وفكر الإمبراطور في الفرار من المعركة إلا أن سخرية أحد الجنود منه، ووقوف القائد كونتيستيفانوس في وجهه منعته من الهرب

قام الإمبراطور بأرسال كتيبتين بقيادة قائديه أنجيلوس وماكريداكوس للإشتباك مع السلاجقة، ولكنهم عادوا له بالخيبة والخسارة

لم يجد الإمبراطور مانويل وقادته أي فائدة من الإستمرار في هذه الحملة الفاشلة ففروا هاربين إلى القسطنطينية بمن تبقى معهم، وقبل دخوله القسطنطينية أرسل الإمبراطور رسالة إلى المدينة يخبرهم فيها أنه تلقى هزيمة أسوء من هزيمتهم في ملاذكرد

غنم المسلمون أسلحة ومعدات كثيرة في هذه المعركة التي أسفرت عن مقتل مالا يقل عن ٢٠ ألف جندي بيزنطي وعشرات القادة

ومن الغريب أنه حتى اليوم لم يعرف كم كان عدد الجيش الذي تصدى به قلج أرسلان الثاني لهذه الحملة، ولكن التقديرات تشير إلى ما بين 10 إلى 20 ألف مجاهد.

وحلت معاهدة سلام جديدة بين الطرفين، وافق فيها الإمبراطور البيزنطي على الإنسحاب وهدم القلاع التي بناها في المنطقة.

Comments