الأفلام المستقلة

 الفيلم المستقل :
الفيلم المستقل هو الذي يتميز بتقديمه محتوى إبداعي بتكاليف بسيطة، وبرؤية ذاتية متحررة تمامًا من القيود والضوابط، كما أنه يعبر عن آراء المخرجين الذين يعملون بقرارهم كسينمائيين أصحاب أفكار ورؤى ومواقف إنسانية محددة وقضايا مجتمعية، ويحاولون جاهدين المساهمة في طرح حلول لها.
كما انهم يقومون بإنتاج أفلامهم بأنفسهم أو البحث عن منتج يشجع هذا النوع من الأفلام لكي ينتجها وذلك لأنهم يدركون ان شركات الإنتاج الكبرى تريد الربح السريع ولن تجازف بإنتاج فيلم مستقل لمجرد طرحه فكرة مختلفة. كما أنهم يشاركون بتلك الأفلام في مهرجانات دولية كثيرة ويشيد من يشاهدوها بتميزها.
تاريخ ظهور هذا النوع من الأفلام :
في عام 1908 أنشأ توماس أديسون شركة Motion Pictures Patent كان هذا في الأساس أول استوديو للسينما، لكنه كان أكثر بكثير من ذلك لأنه جمع بين مجموعة من شركات السينما من قبيل (...Biograph, Edison, Vitagraph, Lubin, Kalem, etc) مع أكبر مورد للأفلام (Eastman Kodak) وأكبر شركة توزيع في ذلك الوقت (George Kleine) وكان الهدف من كل هذا هو محاولة إنشاء شركة تحتكر عالم السينما بكل جوانبها.
وفي نفس سنة يعني سنة 1908 ظهرت حركة الافلام المستقلة وسبب ظهور هذه الحركة هو معاناة المخرجين من هذا الاحتكار احتكار (اديسون الثقة) وكذا الحفاظ على النزاهة الفنية لصناعة الأفلام وكان تومس اديسون قد استحوذ على معظم براءات الاختراع لمعدات الفيلم التي كانت تستخدم في عملية إنتاج الأفلام، بما في ذلك براءات الاختراع لكاميرات السينما، وأجهزة العرض. بل وأكثر من هذا قام توماس في أوائل عام 1900 برفع دعاوى قضائية ضد صانعي أفلام المستلقة. مما جعل المخرجين يهربون إلى إلى جنوب كاليفورنيا حتى يتمكنوا من مواصلة إنتاج أفلامهم بعيدا عن محامي إديسون.
وعرفت سنة 1917 انهيار شركة توماس إديسون وكانت هناك عدة أسباب على انهيارها ومن بين هذه الأسباب أن المحكمة العليا أصدرت سلسلة من القرارات التي ألغت جميع براءات الاختراع اديسون وأصدرت هذه القرارات ما بين 1912 إلى 1915 ليكون هناك القرار الأخير سنة 1917 بوضع قانون شيرمان للحد من مكافحة توماس إديسون لصناعة السينما المستقلة.
 تاريخ الأفلام المستقلة بعد نهاية حفبة توماس إدبسون - الجزء الثاني -
بعد نهاية حقبة توماس إديسون وكما سبق الذكر قام بعد المخرجين بالهروب من محامي توماس إلى غرب كاليفورنيا ووجدوا هناك جنة جديدة لم يعلموا بها... هذه الجنة هي التي سوف تبدأ فيها القصة ثانية وهي قصة ترسيخ فكرة الأفلام المستقلة كجزء لا يتجزأ من عالم السينما. وعرفت سنة 1923 تأسيس ثاني استوديو في تاريخ هوليوود وهو استوديو Warner Brothers والذي يطلق عليه اليوم بــ Warner Bros ويعتبر أول أستوديو من الحجم الكبير آنذاك والذي شدن من طرف Louis B. Mayer ولم يسلم هذا الاستوديو هو الأخر من هوس الاحتكار رغم ان لويس كان من بين محاربي توماس، ولكن الاحتكار الذي كان يمارسه لويس كان في جانب أخر وهذا الجانب كان يتمثل في محاولته السيطرة على عالم السوق وكان يحاول أن يقنع المشاهدين أن أفلام التي تنتجها الاستوديو هي أفضل. وأن الأفلام المستقلة وماهي إلى موجة عابرة وكانت عبارة عن صحن دفاع ضد توماس وأفكاره الاحتكارية. كل هذا رجع بالسلب على المخرجي الافلام المستقلة والذين عكس لويس تشبتوا بالفكرة وحاربوا من أجلها رغم ضعف الإمكانيات.
وفي الجهة الأخرى من العالم وتحديد في القارة الأوروبية في دولة إنجلترا شهدت سنة 1924 نشوء جمعية لندن السينمائية من طرف الغيورين على هذا الفن وكان الهدف الأساسي من هذه المنظمة تسليط الضوء على التحصيل الفني في صناعة الأفلام. وكانت هذه المنظمة أول مجموعة رسمية تشكل مجتمعا للحفاظ على الطبيعة الفنية لصناعة الأفلام. وكانوا أول المدافعين عن فكرة الافلام المستقلة. وانتشرت هذه الفكرة من انجلترا إلى جميع انحاء أوروبا تقريبا وفي نهاية المطاف انتقل مخرجو أوروبا إلى هوليوود كاليفورنيا فترة ما بين 1924 إلى 1930 من أجل دعم المخرجين الأمريكيين هناك ومنافسة الاستوديو التي شهدت ازدهار كبيرا وتم تأسيس الكثير منها من بينهم الاستوديوهات الستة الكبار. فقاموا كل من مخرجي أورويا وأمريكا بإنشاء فاعة عرض خاص بهم ومستقل كذلك أطلقوا عليها Art House من أجل عرض أفلامهم الخاصة ولم يكن السينمائيون بحاجة إلى أن مسارح ضخمة معبأة بالناس كل ليلة لجعل أموال لأفلامهم، بكل كان هدفهم هو نشر ثقافة الأفلام المستقلة. وبعد فترة الحرب العالمية الثانية عرفت السينما الأمريكية طفرة في جانبها المستقل وكان إقبال الشاهدين على الأفلام المستقلة وخصوصا التي تدور قصتها حول الحروب وقضايا المجتمع البشري. وعرضت قاعة العرض Art house أفلام من بلدان وذلك من أجل تشجيع مخرجي هذه الدول على إنتاج هذا النوع من الأفلام وتشبت بالفكر المستقل.
وفي فترة الخمسينات عرفت منافسة قوية بين كل من مخرجي هوليود ومخرجي الافلام المستقلة وبدأ كل واحد فيهم يأخذ سكته الخاصة ويحاول ان يبين لشريحة المشاهدين على أنه الأفضل ومن هنا بدأت فكرة أفلام الفضاء عند استوديوهات هوليود وكان الاقبال على هذا النوع من الأفلام كبيرا وذلك راجع إلى حب الإنسان إلى كتشاف ذلك العالم وتعرف عليه أكثر من خلال أفكار التي سيتمحور عيلها الفيلم. بينما المنافس الأخر حافظ تقريبا على طريقة عمله وهي محاولة إخراج المشاهد من ذلك العالم المملة الذي تجسده أفلام الاستويديوهات وبالإضافة إلى بعد اللمسات الجديدة وذلك من أجل تطوير هذا الجانب من عالم السينما.    
موضوع الأخ : Adam Corleone

Comments